خلافة داعش

خلافة داعش

منذ تشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حاولتُ المستطاع حتى يجري تناول هذه الظاهرة بشكل موضوعي ومواجهتها بعقلانية سياسية وخطاب تنويري وإستراتيجية واضحة تعتمد القيم الديمقراطية المدنية وترفض المهادنة في كل انتهاك ينال كرامة وحقوق الإنسان. في رفض لاختزالها بمؤامرة إيرانية أو مالكية أو لمجرد جماعة تعمل بأمرة المخابرات السورية. إلا أن قول الشاعر غلب “لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي”.

عود على بدء

في 2005، حاولتُ تناول ظاهرة “تفجير الذات في الآخر” بعد أربع سنوات على أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من تفجيرات محدودة الأثر في عدة مدن أوربية. ولا شك بأن هذه المحاولة تحتاج اليوم لإعادة تناول كون تعريف الذات وتعريف الآخر قد اختلف منذ دخول الحركة السلفية الجهادية مواجهة مفتوحة في العراق لكل من الآخر المحتل والآخر “المختلف الانتماء”.

اضطرابات الرؤيا وغشاوة البصيرة

من الضروري التذكير بأن المقاومة المدنية هي العدو الأول لتنظيم داعش. بل ويعتبر أكثر من قيادي داعشي بأن “المعارضة السلمية كفر بواح وأخطر من المشاركة في المهزلة السياسية في العراق”. وقد خصص أبو محمد العدناني المتحدث باسم داعش خطبة كاملة لدحض ونقض النضال السلمي تحت عنوان “السّلميَّة دينُ مَنْ؟ يقول فيها: “إن أمتنا الغالية اليوم تعيش في عبودية وذل، والدليل على ذلك: ما عُرف بثورات الربيع العربي التي خرجت تطالب بالحرية والكرامة. فإن جيوش الطواغيت قد أذلت المسلمين وعبدتهم لقوانين وضعية شركية ظالمة، ولولا هذه الحقيقة المرة لما خرجت الشعوب بأيدٍ عُزل تتحدى رصاص الطغيان والجبروت بصدورٍ عارية، عازمة على رفع الظلم وكسر قيود الذل.

شبكات التمويل والدعم

منذ الأسابيع الأولى لولادة دولة العراق الإسلامية طرحت أسئلة كثيرة حول مصادر تمويل التنظيم ومصادر التسليح وشبكة العلاقات الإقليمية والدولية التي تقف وراء هذا المشروع ومدى استقلاليته السياسية والمالية.

تناولت عدة دراسات وتقارير أممية وصحفية قضية التمويل ولسنا بصدد تقرير مفصل عنها بقدر ما يهمنا إلقاء الضوء على آليات عمل “بيت مال” داعش وأخواتها.

يمكن إيجاز وسائل التمويل بالشكل التالي:

1- حركة المال غير الرسمية باتجاه التنظيم

2- حركة المال بين التنظيمات المسلحة

3- أساليب الضغط والابتزاز القسرية

4- السوق السوداء وتجارة الممنوعات

5- تجارة الطاقة

6- الغنائم

ماذا عن المستقبل؟

لا يمكن مواجهة الظلامية بوسائل فاسدة. وإن كانت المواجهة العسكرية لها أساسية فالحل للتخلص من هذه الظواهر لا يمكن أن يختزل في استراتيجية عسكرية أمنية. لا يوجد مثل واحد في التاريخ تم وضع حد فيه لظاهرة التطرف بالتطرف أو بالعمل العسكري وحده. فالتطرف ظاهرة موجودة في كل المجتمعات البشرية بغض النظر عن الدين والإيديولوجية والقومية. ولكن وجودها الهامشي يسيطر عليه باستمرار، (كما يقول الطبيب النفسي الإيطالي بازاغليا، لما يسميه “المجتمع المنحرف” la société déviante) بوسائل دينامية تفتح أبوابا متعددة لاستعادة التأقلم والاندماج مع العالم الحقيقي، غير المثالي بالضرورة.

 صدور كتاب خلافة داعش باللغتين العربية والفرنسية

DAECH AR