الحركة الوطنية الديمقراطية السورية تفتقد أحد أبرز رموزها

الحركة الوطنية الديمقراطية السورية تفتقد أحد أبرز رموزها/ الدكتور حبيب حداد

 آمل أن يفسح المجال  في هذه المناسبة كي استعيد بعضا من المواقف والذكريات التي جمعتني في رحلة العمر المشتركة , الممتدة منذ اكثر من ستة عقود بالأخ والصديق والرفيق حسين عودات الذي غادر دنيانا منذ شهر ونيف . فلقد التقينا لأول مرة عام ذ1949 في مدرسة الطائي الابتدائية في مدينة درعا آتين مثل غيرنا من قرى الريف الحوراني لنتابع دراستنا في مركز المحافظة . واذكر هنا ان ما زاد في قربنا وتفاهمنا منذ بداية الطريق أننا سكنا في منزل واحد بجوار تلك المدرسة  . بعد ذلك باعدت بيننا ظروف الحياة واختلاف مسالك وفروع الدراسة الى ان جمعتنا تلك الظروف مرة اخرى بعد حرب عام 1967 حيث عملنا معا في وزارة الإعلام , لكن تواصلي بأبي خلدون كان مستمرا بلا انقطاع حتى عندما اضطرتني احوال وطني الذي اصبح ضحية نظام الاستبداد والفساد الى التشرد والاغتراب في اكثر من منفى . واكاد أجزم وبكل الصدق والعفوية والموضوعية ان علاقتي بالأستاذ حسين عودات ظلت على الدوام علاقة خاصة ومتميزة قوامها الرؤية الموحدة والانسجام في المواقف  ازاء امهات القضايا والمسائل والهموم  الفكرية والسياسية التي تواجه انساننا ومجتمعاتنا العربية  في تطلعها لتجاوز وضعية التخلف والاستلاب والحلم بمستقبل أفضل يجمعها بمسار العصر.

لكنني هنا سأستعرض بعضا من مواقف حسين العودات الانسان الشجاع والوطني الصادق والمفكر الجسور الذي كرس حياته ليساهم بقسطه الوافر وواجبه التطوعي في حركة تنوير وتوعية مجتمعه التي كان يرى فيها المدخل الذي لا بد منه لكل عملية تطوير او اصلاح جدي في مختلف مجالات هذا المجتمع :السياسية والفكرية والاقتصادية والعلمية . كان حسين بطبعه وميوله  كما عرفته كارها لتحمل اية مسؤولية في مواقع السلطة المباشرة بل كان يفضل ويحرص ان يكون موقعه في مجال التربية والتعليم او الثقافة او الاعلام  . وهكذا كان له ما اراد اذ امضى عمله الوظيفي في هذه المواقع ليتفرغ بعد تقاعده للعمل  والانتاج الفكري من تاليف ونشر وتوثيق ومساهمة في النشاطات والندوات والمؤتمرات والمناسبات الفكرية والثقافية والاعلامية العربية ,بالاضافة لتأسيسه دار الأهالي للنشر التي اضطلعت بدور كبير في خدمة الثقافة العربية العصرية , ثقافة التحرر والعقلانية والعلمانية .

اتذكر هنا جيدا ان حسين عندما تولى مسؤولية مديرية التربية والتعليم منتصف ستينات القرن الماضي في محافظة درعا قد شكل ظاهرة نوعية جديدة تتجاوز المسؤوليات الادارية التقليدية التي تشغل اهتمامات الآخرين الذين يكونون في مثل هذه المواقع , فالى  جانب اجتماعات الحوار والتقييم والمراجعة الدورية التي كان يعقدها مع مختلف هيئات الجسم التدريسي  , فقد اولى اهتماما خاصا لتشجيع زملائه المدرسين والمعلمين على تجاوز الطرق التقليدية المتبعة في التدريس ,طرق التلقين والتكرار والاتباع وضرورة تشجيع الطلبة على الاعتماد على انفسهم في البحث والمتابعة والانجازبما يمكنهم من تكوين شخصيتهم المستقلة وامتلاكهم الرأي الحر المستقل دون وجل أو تهيب من تقاليد المجتمع المتخلفة او رهاب السلطات الأمنية المهيمنة . كما اولى نفس الاهتمام لاتحادات الطلبة في المحافظة كي تتمتع فعليا بالحرية وتضطلع بالمسؤولية  في نشاطاتها ومبادراتها وفق ما تنص عليها انظمتها الداخلية . ولعل اكثر ما ميز دور هذا المربي الكبير منذ شبابه سواء  على صعيد محافظته ومن ثم على الصعيد العام ,وحتى رحيله ,هو وقوفه بكل الاندفاع والوعي والاخلاص الى جانب تحرر المرأة السورية والعربية وضرورة تمتعها بكافة حقوقها ومساواتها بالرجل . فهو في هذا الميدان كان يؤكد على الدوام ان تحررمجتمعاتنا وتقدمها  انما يتوقفان الى حد كبير على تحرر المرأة العربية وانفكاكها من اسر التقاليد والاعراف البالية التي كانت ومازالت تنتهك كرامتها الانسانية . فعلى مسار الرواد الأوائل من قاسم امين الى الطاهر حداد  تابع ابو خلدون هذا الطريق ملتزما بالدفاع عن حقوقها الكاملة وكرامتها في كل المجالات وفي مختلف المناسبات .ولا بد ان نذكر في هذا المجال كتابه القيم : المرأة العربية في الدين والمجتمع ( عرض تاريخي ). على كل حال فان الذين عاشوا في سورية طوال العقود الاربعة الماضية يستطيعون تقييم دور ابي خلدون في نطاق المجتمع السوري افضل مني ولكني وكما اسلفت , ولصلتي  الوثيقة والدائمة به استطيع ان استعرض هنا بصورة موضوعية بعض ما كان يمثله حسين العودات في المجالين الفكري والسياسي .

كان ابو خلدون متقدما على معظم مجايليه لا على صعيد القطر السوري وانما على الصعيد العربي العام في استخدام المنهج  العلمي وفي سعيه الدائب لتمثل واستيعاب مقومات وعوامل النهضة والتقدم في هذا العصر . واذا كان لا بد ان ننتقل من النطاق العام الى النطاق الخاص اي الى الحديث عن الوقائع  العملية المعاشة  في سيرة هذا الرجل فأول ما يخطر على البال هنا هو مواقفه الحزبية والسياسية المتقدمة في المرحلة التي عايشناها معا بين عامي 1963 ونهاية عام 1970 التي شهدت الحركة الانقلابية لحافظ الاسد  وزير الدفاع على السلطة القائمة وعلى حزب البعث والتي ادخلت سورية في النفق المظلم الذي ما يزال ممتدا حتى الآن . في هذا المجال اتذكر كيف ان الجهاز الحزبي الذي كان يغلب على تفكيره وسلوكه منهج التقليد والعصبوية والتجييش الشعبوي  والمترافق بشحنة ايديولوجية مفرطة كانت ترى في مواقف حسين العودات الفكرية والسياسية التي لم يكن يتوانى عن طرحها بمنطق سليم وحجة مقنعة , تطرفا وربما انحرافا عن خط الحزب المستقيم باتجاه الأفكار الماركسية .وفي الوقت نفسه كان الشيوعيون السوريون والنخب الفكرية العلمانية السورية ينظرون الى حسين كصديق لهم ولكنه بالنسبة لهم ما يزال يمثل اشكالية لا تريحهم تماما ولا يجدون تفسيرا لها ,والتي تعود  حسب رأيهم الى انه ما يزال متمسكا بمواقفه من ضرورة الوحدة العربية والنظرة الى القضية الفلسطينية ونقده الدائم لغياب الحياة الديمقراطية واستلاب حرية المواطن في البلدان الاشتراكية . وفي هذا السياق اتذكر تلك الجلسة التي جمعتنا في مقر السفارة السوفييتية في دمشق  في العيد الوطني لذكرى ثورة اكتوبرعام 1969 والتي ضمت عددا من المسؤولين في الحزب والدولة السورية كما ضمت العديد من قيادات الحزب الشيوعي السوري واصدقائه  . تبادلنا نحن الحضور الأحاديث المعتاده حول اهم القضايا المطروحة . وبعد فترة من تبادل تلك الأحاديث والاسترخاء توجه الي خالد بكداش زعيم الحزب السشيوعي السوري مازحا بقوله : يا دكتور حداد اود أن أسالك  كيف يمكن لنا ان نحل نحن وانتم مشكلتنا المزدوجة مع حسين العودات ؟؟ قلت له وماهي هذه المشكلة يا أبا عمار ؟؟

كان حسين يجلس قريبا مني صامتا مبتسما لم يرد ولم يعلق  في البداية . قال ابو عمار المشكلة كما نعرفها جميعا اننا نحن نعتبر حسين ماركسيا لكنه لم يتخلص بعد من بقايا الفكر القومي التقليدي مثل نظرته للوحدة العربية وللقضية الفلسطينية   وموقفه المؤيد للديمقراطية البرلمانية البورجوازية , كما اننا نعلم انكم انتم في حزب البعث تأخذون على حسين مواقفه المتطرفة باتجاه الماركسية وتبني الاشتراكية العلمية وضرورة تطبيق حزب البعث لصيغة الجبهة الديمقراطية الحقيقية مع القوى والأحزاب الوطنية الديمقراطية السورية بدلا من الصيغة القائمة حاليا وهي تعاون الحزب القائد مع ماتسمونه العناصر الوطنية والتقدمية وليس مع الأحزاب…اجبته فورا : لكن كيف تجيز لنفسك اصدار هذا الحكم القاطع المسبق ؟؟ و لماذا نفترض يا ابا عمار ان المشكلة هذه عند حسين عودات ,وليست عندكم او عندنا .لنترك للزمن ولمسار التطور سواء بالنسبة  لكم او لنا كي يجيب  على هذه الأمور التي تبدو الأن خلافية ؟؟؟ هنا تدخل حسين معلقا على حديثنا بقوله :يبدو ان هذه المشكلة بالنسبة لكم ستظل صعبة الحل  !!!

طبعا كانت سنوات السبعينات وما جرى داخل الحزب الشيوعي السوري وكانت نهاية الثمانينات وما جرى للاتحاد السوفييتي ,وكانت قبل ذلك التطورات التي حدثت في كل من مصر وسورية نهاية الستينات والقضاء على النظامين الوطنيين التقدميين فيهما اجوبة واقعية على تلك التساؤلات التي تبادلناها في تلك الجلسة ,

كان ابو خلدون  بحكم موقعه كمديرعام لوكالة الأنباء السورية ,التي يعود الفضل اليه في تأسيسها وارساء لبناتها الأولى ,  متابعا ومطلعا على الكثير من خفايا السياسة واهم من ذلك كله كان صاحب نظرة سديدة ومستشرفة لاحتمالات التطورات المتوقعة ومنبها لضرورة اخذ الحيطة والاستعداد لمواجهتها . وبرغم ماكان يلقاه احيانا من عنت وتنكر ممن كان يفترض فيهم انهم اصدقاؤه الموثوقون  والخلص ,فقد ظل على الدوام صافي السريرة لا تعرف الضغائن والاحقاد الى طبعه وسلوكه سبيلا  ,وفوق ذلك كله كان وحتى في اشد الأوقات الصعبة متفائلا لا تفارق حديثه روح الدعابة والنكتة . استرجع هنا تلك الواقعة  التي لا زلت اتذكرها وهي انه في مطلع عام 1970 انعقد مؤتمر القمة العربية في الرباط وقد كان هناك وفد اعلامي الى جانب الوفد الرسمي السوري حيث شارك ابوخلدون بالحضور . وكعادته في مشاركته في هذه الوفود زارني في مكتبي في اليوم التالي لعودته .بادرته بالسؤال المعتاد كيف كانت نتائج مؤتمر القمة هذا يا أبا خلدون ؟؟ اجابني انه كان صورة طبق الأصل عن مؤتمرات القمة السابقة ,نفس الخطب ونفس التوصيات ونفس المقررات ؟؟ قلت له الم يكن هناك في سير اعمال ومناقشات هذا المؤتمر ما يميزه عن مؤتمرات القمة السابقة ؟؟ قال بلا , من هذه الناحية هناك ما يميز هذا المؤتمر وسأذكر لك حادثتين :الأولى هو الاشتباك الكلامي الحاد الذي حدث بين حرداننا وحردانهم والتنافس بينهما في تسلسل الأنساب والأرومات ليثبت كل منهما انه من قبيلة عربية اعرق نسبا وارفع شأنا , اي ان حديثهما اعادنا الى ايام داحس والغبراء ,هكذا كان موقف كل من وزير الدفاع السوري حافظ الاسد وموقف وزير الدفاع العراقي آنذاك حردان التكريتي في ذلك المؤتمر الذي ينعقد لدراسة القضايا المصيرية للامة . وتابع ابو خلدون حديثه : اما الحادثة الثانية المميزة لهذا المؤتمر فتتمثل في موقف الرئيس اليمني القاضي عبد الرحمن الايرياني الذي ظل صامتا طوال جلسات المؤتمر ,الامر الذي استرعى انتباه رئيس القمة الملك الحسن الثاني  الذي توجه الى القاضي الايرياني متسائلا عن سبب عدم مشاركته وادلائه بأي راي في المناقشات ,فأجابه قائلا : يا صاحب الجلالة ,الأخوة الملوك والرؤساء الحاضرون يتناقشون فيمن سيدفع الأموال المطلوبة لخطة التحرير التي قررتموها ,ولمن ستدفع هذه المساعدات ,ام انا وبلدي فلسنا من الذين يتمكنون من دفع اي مبلغ من تلك الأموال  ,ولسنا كما يبدو من الدول العربية التي تستحق ان يقدم لها بعضا من تلك المساعدات ,فاذا كنت لا استطيع ان ادفع واذا كنت لن اقبض  , فلماذا اذن تريدني ان اتكلم ؟؟؟

تميزت مواقف حسين كما اسلفنا بالجراة والشجاعة وطرح وجهة نظره كما يراها ويؤمن بها دون اية خشية او تهيب مهما كانت مواقع ومسؤوليات المعنيين بها وخاصة قيادات مختلف الفصائل الفلسطينية الذين كانت تربطه بهم علاقات كفاحية وثيقة .واذكر في هذا المجال كيف ان صديقنا المشترك الاستاذ عبدالله الحوراني الذي كان عضو اللجنة التنفيذية , والذي كانت تربطه بحسين علاقة تاريخية مميزة كان يدعوه بين الحين والآخر في فترة الثمانينات الى تونس مقر المنظمة ليساعده في توضيح بعض المسائل الاشكالية والحوار مع اعضاء اللجنة التنفيذية بما فيهم ياسر عرفات بهدف تنقية الاجواء بينهم وتوطيد وحدة الرؤية والمسار بينهم .

ومنذ انطلاقة الثورة السورية قبل خمس سنوات , في اعقاب ثورات الربيع العربي الأخرى, وقف حسين عودات في الصفوف الأولى لتلك الثورة وكان ذلك هو الأمر الطبيعي والمنتظر للرجل الذي كان دائما في مقدمة الفعاليات والهيئات الشعبية المطالبة بالتغيير والحرية والديمقراطية التي شهدتها سورية منذ بداية العقد الأول من هذا القرن والتي اصبحت معروفة للجميع. فمن ربيع دمشق الى اعلان دمشق الى هيئة التنسيق الى مؤتمر القاهرة من اجل الحل السياسي الوطني للأزمة السورية ,كان حضور حسين العودات رمزا لصورة الوطني الصادق الغيورالذي كرس عمره من اجل قضايا امته العادلة والذي عايش ماساة شعبه حتى الرمق الأخير من حياته , واذا كان من ميزة خاصة تقال في حق هذا الرجل في غيابه فهي بلا شك قدرته غير المحدودة على التضحية والعطاء ورؤيته العلمية الثاقبة في ادراك جذور علل الواقع واستشراف آفاق المستقبل واصراره الدؤوب على ان لا يفرط السوريون بقرارهم الوطني المستقل  .

ومنذ ان تعثر مسار الثورة السورية نتيجة العسكرة وما جرت اليه من تدويل للقضية السورية وتغييب ارادة الشعب السوري  كان موقفنا وهمنا الأساس وفي المقدمة منا موقف ابي خلدون في ضرورة استعادة الثورة الى سكتها الصحيحة  وذلك يحتم على جميع الوطنيين السوريين العمل بكل وعي واخلاص لتمتين الوحدة الوطنية واعادة الاعتبار للهوية الوطنية والحرص على استخدام الخطاب الوطني الديمقراطي في التعبير عن اهداف الثورة وجوهرها . وانطلاقا من ذلك ولكونها عملية تحرر وطني ديمقراطي ومجتمعي فقد اكدنا دائما وهذا ما تضمنته وثائق مؤتمر القاهرة ,ان تكون ثورة الشعب السوري في مركز اهتمام وتأييد كل حركات قوى التقدم والديمقراطية على الصعيدين العربي والعالمي . كما كنا وما زلنا نؤكد قناعتنا انه وبعد تدويل القضية السورية ,وبعد ان اصبح الحل بيد المجتمع الدولي وبخاصة الدولتين الراعيتين , فان اي حل لا يمكن ان يكتسب الشرعية ولن يكتب له النجاح والاستمرار الا اذا حظي بموافقة الشعب السوري وقبوله . وهنا يبدو لنا بكل جلاء عظم المسؤولية الأخلاقية والوطنية والانسانية لكل تلك المجموعات التي تدعي تمثيل ارادة الشعب السوري وتشارك في المحادثات والجهود الدولية التي يفترض فيها ان تؤدي الى تنفيذ الحل السياسي للمسألة السورية .

لقد عملنا معا وفي اطار مجموعة من الاخوة الوطنيين الديمقراطيين السوريين العلمانيين  طوال السنوات الثلاث الماضية وحتى اليوم  في مشروع مؤتمر القاهرة الذي انعقد مطلع حزيران العام الماضي ,وكان ابو خلدون في القلب من هذه المجموعة وفي قيادة هذا المشروع الوطني الديمقراطي , حيث كان هدفنا ,الذي بذلنا في سبيله الجهود المضنية والدؤوبة طوال عامين كاملين , كان هدفنا ومايزال ,وكما أسلفنا ى, ان يكون هذا المؤتمر الأداة الفاعلة  والمؤهلة لتوحيد برنامج  عمل كل القوى الوطنية السورية من خلال اعادة الثورة السورية الى مسارها الشعبي السلمي واستعادة القرار الوطني المستقل ومواصلة عملية التغيير والانتقال الديمقراطي وبناء سورية المستقبل . ولقد ظللنا نأمل على الدوام ان يتمكن مؤتمر القاهرة من الاضطلاع بهذا الدور الوطني الانقاذي استجابة لارادة شعبنا الجريح واستجابة لوصية فقيدنا الغالي ابي خلدون التي اسمعني اياها قبل ايام من رحيله .

الى متى تستمر مأساة شعبنا الدامية  ,والى متى تتواصل بلا انقطاع اوتراجع افواج ضحاياه وشهدائه ؟؟؟ , الى متى يمكن لنا ان نقوى او نتحمل وداع وغياب خيرة رموز وقادة الفكر والرأي في هذه الامة في ليل المحنة الحالك ؟؟؟ وهل يعقل اويحق لنا بعد هذا الدمار الكبير ان نبقى متسلحين بارادة الحياة  و بإمكانيةالظفر على كل المصائب والتحديات ,وأن نتوقع انطلاق طائر الفينيق من بين ركام المحنة الوطنية التي طال امدها و استفحلت أخطارها  ؟؟؟…

الدكتور حبيب حداد