الدكتور هيثم مناع
الأكاديمية التونسية للمختصين في القانون الدولي
جمعية التعاون القانوني الجامعي القضائي- كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية – جامعة قرطاج
تونس – 25 أكتوبر 2024
لا يمكن من وجهة نظري، فهم الأسباب العميقة للانهيار الذي نشهده على أرض الواقع العالمي اليوم بشكل عام، وفي فلسطين وشرقي المتوسط بشكل خاص:
أولا، لمفاهيم أساسية (مثل “الشرعية الدولية” و”العدالة الدولية” و”القانون الدولي الإنساني”…)،
ثانيا، ضرب السقف الموضوع سلفا للمؤسسات الدولية الكبرى (الجمعية العامة للأمم المتحدة، منظمات الصحة والزراعة والطفولة واللاجئين إلخ، )،
وثالثا، الازدراء المعلن لكل ما يمس “العدالة الدولية” في المؤسسات الدولية الأهم (محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية)، لا يمكننا ذلك دون العودة إلى القواعد التي بنيت عليها الأمم المتحدة والقضاء العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، الإنجازات والإخفاقات التي عشناها في نصف القرن الماضي الأخير، والتراجعات الكبيرة التي شهدها العالم مع جعل “الحرب على الإرهاب” الناظم الرئيس لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وما ترتب على ذلك من عولمة حالة الطوارئ على حساب عالمية الحقوق الإنسانية، تزعزع أركان الإمبراطورية الأمريكية في الداخل والخارج، وأخيرا وليس آخرا، الدور الذي أعطي لمجلس الأمن للتربع على عرش كل ما يتعلق بالأمن والسلام والعدالة على الصعيد العالمي منذ ثمانين عاما.
لمتابعة القراءة: