الإعلام العربي عقب الربيع العربي

الاعلام يشهد هبوطا مريعا وانتعاش فضائيات التحريض جنيف تستضيف ندوة حول الإعلام العربي عقب الربيع العربي

جنيف- يو بي أي: انطلقت في جنيف، الإثنين ندوة حول الإعلام العربي عقب الربيع العربي، نظمها المعهد الإسكندنافي لحقوق الإنسان، بمناسبة افتتاح مقر له بالمدينة السويسرية، ويشارك فيها نخبة من الإعلاميين العرب ومختصين من المفوضية السامية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة والصليب الأحمر.
وقال رئيس المعهد، هيثم منّاع، ليونايتد برس انترناشونال، إن الهدف من ندوة (الصحافي: الحقوق المسؤوليات هو اعادة ‘النظر في السياسات الإعلامية على اختلافها لأنها أصبحت ملوثة بكل الطفيليات التي يعاني منها المجتمع بدلاً من أن تكون وثيقالربيع العربية انصاف انسانية، وهناك فقر دم حقيقي في ثقافة حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني حتى لا نقول حالة عداء عند البعض، فكيف يمكن لاعلام لا يأخذ بعين الاعتبار حقوق من يتوجه إليه أن يكون في خدمة جمهوره؟’.
وأضاف ‘جمعنا ما استطعنا من رؤساء التحرير والاعلاميين ومن خيرة الخبراء الدوليين في الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من أجل التفاعل بين الطرفين بغية التوصل إلى مقترحات جدية يلتزم بها كل من يشاركنا هذا المشروع الهادف إلى أن تكون ثورة الاتصالات لخدمة الانسان وحقوقه، لا على حسابه وضد مصالح الحقيقية’.
واشار منّاع إلى ‘أن احتكارات الدولة الثلاثة للاعلام والعنف والمال السياسي، سجلت تحولاً كبيراً منذ مطلع القرن الحادي والعشرين في ثورة الاتصالات وتأثيرها على المجتمعات البشرية، الأمر الذي ترتب عليه زعزعة لكل المفاهيم التقليدية للاعلام وتأثيره على الناس′.
وقال ‘نحن اليوم نعيش في وضع بداهة للحالة الانسانية السائدة في كل مكان ويتضح ذلك أكثر في المنطقة العربية، حيث الارهاب حالة استثنائية وقوانين مكافحته تشكل حالة استثنائية أيضاً، كما أن توظيف الاعلام في أحداث ما يسمى الربيع العربي التي تشهدها دول في العالم العربي يعزز بشكل أكبر جملة المشكلات المطروحة على المواطن في المنطقة العربية’.
وتابع منّاع ‘أصبح من المشروع أن نعرف ما إذا كانت ثورة الاتصالات ما تزال تحترم الديمقراطية، وازدادت وسائل حماية الصحافي أم تراجعت وقد أصبح الخطف والقتل ودفع الديات جزءاً لا يتجزأ من أي تقرير عن أوضاع الصحافيين في العالم’.
وتساءل ‘هل نجح مفهوم المسؤولية الصحافية وكل مواثيق الشرف، التي يفوق عددها العشرين فقط في العالم العربي، في تحديد الخسائر سواء على صعيد حق الإنسان في المعرفة أم حماية الأشخاص والجماعات؟ ألم يصبح الحض على العنف والطائفية واستئصال الآخر سياسة اعلامية مشتركة في جانبي الصراع الاعلامي من المحيط إلى الخليج؟’.
ورأى أن أحداث الربيع العربي ‘سرّعت ظهور هذه المشكلات وحولت القنوات العربية من قنوات تسعى للتوجه نحو مهنية عالية منذ عام 1996 إلى قنوات حزبية وفئوية تعيد انتاج اعلام الحزب الواحد والنظم الشمولية’، مشدداً على ضرورة ‘وقف هذا التدهور لأنه يمكن أن يلغي كلمة المهنية من الاعلام الناطق بالعربية’.
وقال منّاع ‘إن مستوى أداء الاعلام العربي شهد هبوطاً ذريعاً بعد أحداث الربيع العربي وبعكس ما كان يُنتظر منه، في حين شهدت هذه الفترة انتشاراً واسعاً لقنوات التحريض المذهبي والتحريض على العنف’.
ويشارك في ندوة جنيف خبراء من منظمات دولية، من بينهم فرج فتيش من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، و دروثي كريميتساس مسؤولة العلاقات العامة في الصليب الأحمر الدولي، و رونالد افترينغر مسؤول المهمات الانسانية في مناطق الأزمات في الصليب الأحمر، وأنطوان لحام من الأمم المتحدة، إلى جانب نخبة من الاعلاميين العرب ( عبد الباري عطوان, سامي كليب, محمد بلوط, سامي الاحمر, فيصل جلول, نايلة ناصر, وآخرون.

http://www.emaratalyoum.com/politics/news/2014-04-21-1.669092